الجمعة، مايو 20، 2011

الحلقة الأولى من أيامي ...

الذكرى الأولى
  (جدتي العزيزة)

كلما فكرت في مذكراتي بأي شيء سأبدأ أجد خاطري يذهب إلى جدتي أم أبي - رحمها الله وجعل الجنة مثواها - لي معها ذكريات لا تنضب حيث أننا نسكن في نفس البيت ، هي في شقتها في الدور الأرضي ونحن في الدور الثاني علوي ..
منذ تعلمت المشي وأنا أنزل إليها ولعمي وعمتي اللذين يعيشان معها ، فأجد منهم الدلال والحب لأنني أول أحفادها من أكبر أولادها الذكور..

جدتي رحمها الله كانت تتمتع وجه بيضاوي و ببشرة بيضاء  وعينين تشعان حناناً ودفئاً ، كما أنها كانت تملك شخصية قوية وحنونة في نفس الوقت ، و كانت تملك قدراً لا بأس به من الذكاء .
كلما فكرت فيها أتذكرها دوماً ضاحكة  ،  كانت تحب التعلم دوماً.. أذكر يوماً رؤيتها وهي تمسك الجريدة وتحاول قراءة العناوين الرئيسية وتقول لنا : اتعلموا ! لازم تذاكروا كويس علشان تنجحوا ويبقى معاكم شهادة ..
ومرة أسمعها تقول : منهم لله الإنجليز ما خلوناش نتعلم
طبعاً جدتي أيام الاحتلال الإنجليزي لبلدنا كانت صغيرة ، وكانت ابنة لرجل يعمل ليكسب قوت يومه ويطعم أبناءه ، فلم يكن التعليم للفقراء مجانياً وأحياناً يقوم الإنجليز بأخذ الأطفال الفقراء من المدارس للعمل في المزارع التي تخدم الجيش البريطاني من خيرات هذه الأرض .. اكتفت الجدة العزيزة بتعلم الأحرف وربط الكلمات ببعضها وبعض الحساب وأخرجها أبويها من المدرسة رغم أنها كانت من المتفوقات 
أنظر للصور العائلية التي تظهر فيها فأتذكر بعض من هذه الأيام والبعض الآخر نظراً لصغر سني في الصور لا أتذكرها

إلى لقاء في ذكرى أخرى...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

♥ يسعدني معرفة رأيكم فيما كتبت :)